رسالة الي الجاهل

[هشام سليم المعداوي]

من هو الجاهل ؟ الجاهل الذي لا يعرف شيء، في أي شيء.. " الله " اذا لماذا هو مخلوق؟!

نعم هو يعيش ولكن غير حي ... لماذا الجماد والنبات والحيوان أحسن من إنسان لا يعمل عقله... لا يذاكر لا يحفظ لا يعمل شيء.

المصيبة لو كان مجهال جهول جهال جهل بصيغ المبالغة الخمسة ... تبقى المصيبة كبيرة .. يا ربي ، إذا الحيوان أفضل منه لأن ربنا قال عنه"والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة " (النحل: )

شوف الإنسان الذي اخترع السيارات والقطارات والطائرات كل يوم حوادث.. يعني أيها الجاهل ... أيها الجااااهل: اعرف أنت واقف لماذا ؟ مخلوق لماذا ؟ هدف إيه ؟ وضعك إيه ؟

يقول الله تبارك وتعالى: " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقناهم تفضيلا " (إسراء: )

ربنا مفضل ومكرم الإنسان بالعقل على الحيوان ... أشياء كثيرة بالعقل يعني بإرسال الرسل .. لكن مناطها كلها بالعقل ... وأن جعل له قبر يدفن فيه ... وجعل له رسالة يؤديها ... إذا أنت يا جاهل بالله عليك ماذا يبقى لقيمتك؟ ولماذا يعيش ؟

عايش يعني تأكل وتشرب مثل أي حيوان موجود ... لكن ليس لك قيمة لأنك جاهل ...أنت لو كنت متعلم وتعرف دينك وتعرف إسلامك ستبقى حي مع الله. يقول الله عز وجل في سورة طه: " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " غم ونكد وهم وفقر ... " ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرة قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى "

لابد أن يكون المسلم عارف لدينه ، يعرف يصلي ويصوم ويعرف هو مخلوق من أين ولماذا موجود. يقول الله في سورة النحل: " من عمل صالح من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينه أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" ويقول في سورة الأنفال: " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون " فهل الذي يستجيب للقرآن والسنة جاهل ؟ لا ! انما عالم ومتعلم ... عارف بالقرآن والسنة ، لذلك يقول الله في سورة الأنعام: " أو من كان ميتا فأحييناه" ! لكن هو ميت برغم من أنه يأكل ويشرب . فالناس اليوم تسألهم عن احوالهم ؟ فيقولون عااايش أأكل وأشرب ... يأخي الأكل حلو .
يا أخي فرس النهر يأكل أحسن منك ما قيمتك لو العملية بالأكل والشرب؟ الله خلقك في هذا الدنيا كي تقوم برسالتك، لذا ينبغي أن تتعلم وتعلم ، يقول الله تبارك وتعالى: " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " ويقول : " إنما يتذكر أولى الألباب " . وهذه أول كلمة نزلت على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: " اقرأ "
يعني انظر النفس مثل الكوب ... لو هذا الكوب فارغ من الماء أو العصير كيف ستملى ؟ إنه الجاهل . اسألوه كم تحفظ من القرآن ؟... لا أحفظ شيء. إذا تحفظ أغاني وتمثيليات ومسرحيات وكرة والممثلين والراقصين "سبحان الله " ... رحم الله من قال: إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر في أي شيء أقامك ؟

اسمعوا ماذا يقول الجاهل: لا أعلم من أين أتيت و لكني أتيت ، وقد أبصرت أمامي الطريق فمشيت" واحد جاهل يعلن صراحة: " شباب الغالي ضيعته, أناجي في الهوا اسمه " ... جالس طوال حياتك تناجي في الهوا اسمه يا ليتك سبحت الله وأخذت الثواب.

ربنا سبحانه وتعالى لما خلقك لم يخلقك لكي تضيع في الهوا والكلام الفارغ .. لذلك الجاهل يحاول يشغل نفسه بفتاة يحبها.. ويقعد طول حياته بفكر كيف يوقعها ... ولا يعرف أن كل دقيقة تمر عليه يحاسبه الله عليه .. فالمسلم العالم يعرف انه مخلوق لإقامة الدين ، يعني أنت مخلوق لكي تقيم الدين . والجهل يجلب الغباء ...